التأشيرة السياحية والمرور إلى آفاق المستقبل
7880000045242
دول العصر الحديث تقوم شرعيتها وسبب وجودها واستمرارها على الاقتصاد، فكلما كانت هذه الدولة أو تلك ذات اقتصاد قوي وينمو بشكل مستمر، ويوفر الخدمات، وكذلك الفرص الوظيفية للمواطنين، تكون هذه الدولة راسخة قوية، وذات شرعية قابلة للاستمرار؛ وفي المقابل تكون أغلب الدول المعرضة للسقوط أو للاضطرابات وغياب الاستقرار والأمن هي الدول التي في الغالب إما أنها تعاني من انكماش اقتصادي مستمر وتراجع معدلات النمو، أو أن نموها ينحو إلى الركود. هذه حقيقة وليست مجرد نظرية أثبتها تاريخ الدول المعاصرة.
هذه الحقيقة انطلقت منها رؤية المملكة 2030 من خلال تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على منتج واحد، كالنفط مثلاً.
التأشيرة السياحية كانت آخر هذه القرارات، ففي نهاية هذا الشهر سيتمكن الأجانب من كل دول العالم من الحصول على التأشيرة من خلال الإنترنت، أو من خلال المطار بعد القدوم، والشرط الوحيد للحصول عليها بالنسبة للأجنبي أن تشتري تذكرة دخول فعالية من الفعاليات الترفيهية، وليس ثمة شرط آخر. وأنا على يقين أن السياح سيتدفقون على المملكة، وسوف يتنامى الناتج المحلي، إضافة إلى أن أسواق التجزئة ستشهد طفرة، من شأنها خلق فرص مشجعة، إضافة إلى أنها ستسهم مساهمة جوهرية في امتصاص البطالة، إضافة وستسهم اجتماعيًا في توعية السعوديين، ودمجهم شيئًا فشيئًا مع شعوب العالم المتحضر. الأمر الآخر والمهم أن (العلاج بالصدمة) كما أشار إلى ذلك الأمير محمد بن سلمان ثبت أنه من أفضل السبل للدول التي تعاني من عادات وتقاليد لا تمت للدولة المدنية بصلة، فقد مرت كل هذه القرارات التنموية دون أي ردود أفعال، الأمر الذي يثبت أن الحزم والعزم إذا غلفتها الإرادة الجادة، فإنها قد تصنع المعجزات.
والذي أثبته التاريخ وبرهنت عليه أحداثه، أن (المجتمعات المنغلقة) هي مرتع للتخلف والإرهاب، يكفي أن تلحظ مدى انحدار معدلات الإرهاب، الذي عانينا، وعانى العالم منه في العقود الأربعة الأخيرة، وغيابه إلى درجة التلاشي الآن.
إلى اللقاء
نقلا عن الجزيرة
لا يوجد تعليقات